بحـث
المواضيع الأخيرة
دخول
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
شغل اراجوزات
شغل اراجوزات
"العرائس المتحركة" أو " الاراجوزات" كانت تقريباً أكثر وسائل الترفيه والتسلية التى عرفها المصريين قبل أكثر من 50 عاماً، وكانت دائما ما تجذب الاطفال والكبار في مختلف قرى ومدن مصر، حتى آتت السينما والراديو والتليفزيون فقضوا على " شغل الاراجوزات".
وتمر الأيام والسنين، وتختفي سيرة "الاراجوزات" تدريجياً من مسرح اللعب.. لتظهر مجدداً وبكثرة على مسرح الحياة، وبصورة يصعب معها حصرهم أو حتى كشفهم، فهم في كل مكان، ألوانهم وأشكالهم شتى، نراهم يتحركون في نشاط وخفة.
بحلو الحديث يشدون أذاننا، وبأداء تمثيلي مقنع يخطفون أعيننا، تحيط بهم دائماً أحداث درامية مؤثرة، تشغلنا بصورة مطردة، حتى يصل بنا الخط الدرامي إلي "العقدة" ثم إلي ذروة "الحدوتة" التي تدمي القلوب، وتجتر الدموع من الأعين، وتنزع التصفيق بعدها من الأيدي.. وسرعان ما تختفي ليظهر مكانها "اراجوزات" أخرى، لتمارس نفس الدور ولكن بأداء تمثيلي مختلف، لكي لا نمل من المسرحية.
"اراجوزات" تبقي وأخري تختفي.. وتبقى الخيوط وحدها ثابتة.. خفية.. تلعب بمنتهى "الشفافية"، تحركها خيوط أخرى، هي الأخرى تحركها خيوط "مستوردة"، وخلف الستار تقبع "مجموعة العمل" تؤدي دورها بهمة ونشاط لضمان أن تسير أحداث القصة وفقاً للمتفق عليه.. فيلتزم كل "اراجوز" بدوره الذي كتب له، ومن يشذ أو يرتجل "مع نفسه" يكون مصيره حتماً أن يعتزل المهنة، وتنزوي عنه الأضواء، لتبدأ مرة أخرى رحلة البحث عن بديل.. "اراجوز" جديد.
القصة ليست سهلة علي الإطلاق، فلكي تكون "اراجوزاً" مبدعاً ومتقنًا لعملك، يحتاج الأمر منك سنوات وسنوات من الجد والاجتهاد، وكلما أتقن "الاراجوز" عمله.. طال عمره، ولعب ادوار كثيرة مؤثرة.. وهناك أصناف كثيرة منه حسب جودة القماش والخيوط التي استخدمت ل"حياكته"، وهو ما يحدد سعر كل "اراجوز" وقيمته، وبالتالي عمره الافتراضي.. "فأبوا قرش لا يتساوى مع ابو قرشين"، فالمسألة تتم وفقاً لاختيارات علمية دقيقة، لا مجال فيها للارتجال.
تعيش "الاراجوزات" وتترعرع في مختلف البيئات، فلا يمكن أن تحصرها في بيئة ريفية أو حضرية أو ارستقراطية، وتتغذى على بعض البقايا التي تتدلى من الخيوط التي تحركها، وهذا ما يبقيها نشطة تتحرك بسرعة وبحماس على مسرح الأحداث، شاخصة أبصارها نحو الأصابع التي تحركها، وعلى حسب دورها ونشاطها تكون نوعية وكمية غذائها، واغلب "الاراجوزات" لا تختار دورها، بل أنها أحيانا لا تعرف أنها يُلعب بها، فتشارك ولا تدرى.
من بين الانواع الكثيرة "للاراجوزات"، يبرز "الاراجوز السنيد،" ودوره هام ومحوري في الأحداث، فيسمح له بان يكون مشاغبا ومناضلاً ولكن بصورة لا تجعله يقترب من مساحة دور "البطل" المحجوز ل"اراجوز" أخر، أكثر خبرة وحنكة وقدرة على الإقناع، ولكنه للأسف هو اقل "الاراجوزات" عمراً، فنراه دائما يغادر الساحة أو تختفي عنه الأضواء بصورة مفاجئة مثلما يدخل المسرح بصورة مفاجئة.
وبين هذا وذاك.. يأتي "الراوي"، وهو أطول "الاراجوزات" عمراً وأكثرهم هدوءاً، وتقريبا يلعب دوراً مشابهة لما كان يقوم به الفنان القدير"عبد الوارث عسر" في الأفلام القديمة، فيبدو عاقلاً متزناً، حاداً احيانا، ساخطاَ طوال الوقت، ولكن دوره يتوقف عند مساحة الكلام دون "الفعل".. بما يتناسب مع مظهر "الكهولة" التي يبدو عليه طوال العرض.
دور "أضواء المسرح"، لا يقل أهمية عن دور"الاراجوزات" نفسها، وأحياناً يتجاوز أهميتها، فتلعب دواًر مؤثراً في الأحداث، وتتدخل فيها بقوة، فهي التي تبرز "اراجوز" وتميزه عن أخر، وهي التي تداري عيوبه، وتكشفها أيضا إذا تطلب الأمر.. باختصار الأضواء هي التي توجه نظر الجماهير إلي أي مكان من المسرح يجب أن تتابعه، فتختار لنا أهم الأحداث وأهم "الاراجوزات" لكي نتابع أدائها، وتخفي عنا الأحداث التي تري أنها هامشية ولن تفيدنا، وكل ذلك وفقاً لما رسم لها في "الإسكربت".
والأضواء أنواع منها "الرسمي" الذي يبقي نفسه مسلطاُ ببفجاجة شديدة على إبطال العرض، فنرى بوضوح الكشافات التي يخرج منها، بدون أي مجهود يذكر في إخفاء مصدر الضوء. ومنها "الموارب" الذي تظهر أثاره ولا يظهر الكشاف الذي يخرج منه الضوء، ومنها الملون الذى يتحول ويتغير حسب الأحداث والأشخاص.
ويبقى المتفرجين يراقبون ويشاهدون في ملل "شغل اراجوزات" الحياة.، بتمثيلهم الرديء رغم محاولتهم، التى لا تهدأ لإجادته.. ولكن اغلب المتفرجين لديهم من الذكاء ما يسمح لهم بان يلمحوا طرف الخيط الذى يحرك "الاراجوزات".. ويبقى السؤال لماذا لا تتجرا الجماهير وتقطع كل الخيوط عن الاراجوزات، وتواجه الأصابع التي تحركها ؟ً.. في حديث أخر سنعرف لماذا تنتظر الجماهير.!!
ملحوظة: الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة رأى موقعنا.
وتمر الأيام والسنين، وتختفي سيرة "الاراجوزات" تدريجياً من مسرح اللعب.. لتظهر مجدداً وبكثرة على مسرح الحياة، وبصورة يصعب معها حصرهم أو حتى كشفهم، فهم في كل مكان، ألوانهم وأشكالهم شتى، نراهم يتحركون في نشاط وخفة.
بحلو الحديث يشدون أذاننا، وبأداء تمثيلي مقنع يخطفون أعيننا، تحيط بهم دائماً أحداث درامية مؤثرة، تشغلنا بصورة مطردة، حتى يصل بنا الخط الدرامي إلي "العقدة" ثم إلي ذروة "الحدوتة" التي تدمي القلوب، وتجتر الدموع من الأعين، وتنزع التصفيق بعدها من الأيدي.. وسرعان ما تختفي ليظهر مكانها "اراجوزات" أخرى، لتمارس نفس الدور ولكن بأداء تمثيلي مختلف، لكي لا نمل من المسرحية.
"اراجوزات" تبقي وأخري تختفي.. وتبقى الخيوط وحدها ثابتة.. خفية.. تلعب بمنتهى "الشفافية"، تحركها خيوط أخرى، هي الأخرى تحركها خيوط "مستوردة"، وخلف الستار تقبع "مجموعة العمل" تؤدي دورها بهمة ونشاط لضمان أن تسير أحداث القصة وفقاً للمتفق عليه.. فيلتزم كل "اراجوز" بدوره الذي كتب له، ومن يشذ أو يرتجل "مع نفسه" يكون مصيره حتماً أن يعتزل المهنة، وتنزوي عنه الأضواء، لتبدأ مرة أخرى رحلة البحث عن بديل.. "اراجوز" جديد.
القصة ليست سهلة علي الإطلاق، فلكي تكون "اراجوزاً" مبدعاً ومتقنًا لعملك، يحتاج الأمر منك سنوات وسنوات من الجد والاجتهاد، وكلما أتقن "الاراجوز" عمله.. طال عمره، ولعب ادوار كثيرة مؤثرة.. وهناك أصناف كثيرة منه حسب جودة القماش والخيوط التي استخدمت ل"حياكته"، وهو ما يحدد سعر كل "اراجوز" وقيمته، وبالتالي عمره الافتراضي.. "فأبوا قرش لا يتساوى مع ابو قرشين"، فالمسألة تتم وفقاً لاختيارات علمية دقيقة، لا مجال فيها للارتجال.
تعيش "الاراجوزات" وتترعرع في مختلف البيئات، فلا يمكن أن تحصرها في بيئة ريفية أو حضرية أو ارستقراطية، وتتغذى على بعض البقايا التي تتدلى من الخيوط التي تحركها، وهذا ما يبقيها نشطة تتحرك بسرعة وبحماس على مسرح الأحداث، شاخصة أبصارها نحو الأصابع التي تحركها، وعلى حسب دورها ونشاطها تكون نوعية وكمية غذائها، واغلب "الاراجوزات" لا تختار دورها، بل أنها أحيانا لا تعرف أنها يُلعب بها، فتشارك ولا تدرى.
من بين الانواع الكثيرة "للاراجوزات"، يبرز "الاراجوز السنيد،" ودوره هام ومحوري في الأحداث، فيسمح له بان يكون مشاغبا ومناضلاً ولكن بصورة لا تجعله يقترب من مساحة دور "البطل" المحجوز ل"اراجوز" أخر، أكثر خبرة وحنكة وقدرة على الإقناع، ولكنه للأسف هو اقل "الاراجوزات" عمراً، فنراه دائما يغادر الساحة أو تختفي عنه الأضواء بصورة مفاجئة مثلما يدخل المسرح بصورة مفاجئة.
وبين هذا وذاك.. يأتي "الراوي"، وهو أطول "الاراجوزات" عمراً وأكثرهم هدوءاً، وتقريبا يلعب دوراً مشابهة لما كان يقوم به الفنان القدير"عبد الوارث عسر" في الأفلام القديمة، فيبدو عاقلاً متزناً، حاداً احيانا، ساخطاَ طوال الوقت، ولكن دوره يتوقف عند مساحة الكلام دون "الفعل".. بما يتناسب مع مظهر "الكهولة" التي يبدو عليه طوال العرض.
دور "أضواء المسرح"، لا يقل أهمية عن دور"الاراجوزات" نفسها، وأحياناً يتجاوز أهميتها، فتلعب دواًر مؤثراً في الأحداث، وتتدخل فيها بقوة، فهي التي تبرز "اراجوز" وتميزه عن أخر، وهي التي تداري عيوبه، وتكشفها أيضا إذا تطلب الأمر.. باختصار الأضواء هي التي توجه نظر الجماهير إلي أي مكان من المسرح يجب أن تتابعه، فتختار لنا أهم الأحداث وأهم "الاراجوزات" لكي نتابع أدائها، وتخفي عنا الأحداث التي تري أنها هامشية ولن تفيدنا، وكل ذلك وفقاً لما رسم لها في "الإسكربت".
والأضواء أنواع منها "الرسمي" الذي يبقي نفسه مسلطاُ ببفجاجة شديدة على إبطال العرض، فنرى بوضوح الكشافات التي يخرج منها، بدون أي مجهود يذكر في إخفاء مصدر الضوء. ومنها "الموارب" الذي تظهر أثاره ولا يظهر الكشاف الذي يخرج منه الضوء، ومنها الملون الذى يتحول ويتغير حسب الأحداث والأشخاص.
ويبقى المتفرجين يراقبون ويشاهدون في ملل "شغل اراجوزات" الحياة.، بتمثيلهم الرديء رغم محاولتهم، التى لا تهدأ لإجادته.. ولكن اغلب المتفرجين لديهم من الذكاء ما يسمح لهم بان يلمحوا طرف الخيط الذى يحرك "الاراجوزات".. ويبقى السؤال لماذا لا تتجرا الجماهير وتقطع كل الخيوط عن الاراجوزات، وتواجه الأصابع التي تحركها ؟ً.. في حديث أخر سنعرف لماذا تنتظر الجماهير.!!
ملحوظة: الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة رأى موقعنا.
vita- عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 21/09/2010
العمر : 44
الموقع : بورسعيد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
27/1/2011, 20:11 من طرف vita
» صحيفة انجليزية:ملاك مانشيستر يونايتيد يوافقون على بيع النادى لقطر
22/12/2010, 18:42 من طرف vita
» المقابل المادي.. ورفض اللاعب الحضوع للكشف الطبي .. وعرضي المقاصة والحرس
22/12/2010, 18:38 من طرف vita
» قرار بتكليف الدفعة 76 من خريجى الجامعات لأداء الخدمة العامة
22/12/2010, 18:28 من طرف vita
» نيوزيلندا تطلق ملفات حكومية عن الاطباق الطائرة
22/12/2010, 18:25 من طرف vita
» تعليقا على عودته للأهلي.. جوزيه:لا يمكن التنبؤ بما سيحدث بالمستقبل
22/12/2010, 18:12 من طرف vita
» علي فرج: حدث بالفعل تلامس بيني وبين فضل في ركلة الجزاء ولم أتعمد إعاقته
22/12/2010, 05:27 من طرف vita
» محافظ قنا: الإستيلاء ''مؤقتاً'' على الأراضي المار بها خط الغاز الطبيعي
22/12/2010, 05:24 من طرف vita
» سرقة ''كسّارة تزن 80 طنًا'' في وضح النهار بحلوان
21/12/2010, 16:48 من طرف vita
» بعد حصوله على الجنسية السودانية.. الحضري يلعب للمريخ حتى سن 41 عاما
21/12/2010, 16:41 من طرف vita
» إسرائيل: قصة شبكة التجسس في مصر غير جدية.. ولا علاقة لنا بها
21/12/2010, 16:34 من طرف vita
» رسميا.. فتحي يجدد عقده لثلاث سنوات قادمة.. والأهلي يرحب باحترافه في يناير
20/12/2010, 22:31 من طرف vita
» تخطيط الملعب الجديد 2010-2011
19/12/2010, 14:30 من طرف vita
» نكت قديمه جدا و بايخه
19/12/2010, 14:25 من طرف vita
» صحيفة امريكية: الانتخابات الاخيرة تسببت في احتقان يهدد مستقبل مصر
19/12/2010, 14:19 من طرف vita
» مصراوي يخترق وكر لصوص السكة الحديد في ''عرب البراوي''
19/12/2010, 14:13 من طرف vita
» دعوي مرتضي حول الانتخابات أمام القضاء الإداري الأسبوع القادم
19/12/2010, 14:06 من طرف vita
» من يخلف محمد عبد العزيز شعبان ؟ - كتب محمد سالم
15/12/2010, 08:28 من طرف vita
» إعلام الفضائح والقطط السمان يرسمون نكسة إنجلترا 2018
15/12/2010, 06:33 من طرف vita
» من الأفضل على مستوى العالم في 2010؟
15/12/2010, 06:25 من طرف vita