عيسى يلخص أسباب نجاح الدستور.. ويؤكد عدم معرفته لسبب إقالته حتى الآن

كتبت: بسنت صلاح
نظم مركز الدراسات الاشتراكية يوم السبت ندوة مفتوحة مع رئيس تحرير جر يدة الدستور المُقال إبراهيم عيسى حول علاقة رأس المال بالسلطة والصحافة بالتبعية.



تحدث عيسي أول ما بدأ الحديث عن مفهوم الجريدة الناجحة من وجهة نظره، والذى لخصه فى نظرية ''المربع المتساوي الاضلاع''، حيث تستطيع الحُكم على نجاح أو فشل تلك الجريدة من خلال توافر تلك الأضلاع الأربعة وهم، ''موقف الجريدة، الصياغة اللغوية، حجم توزيعها، درجة تأثيرها في الناس''.

وأوضح عيسى أن موقف الجريدة هو شيء أساسي، نافياً كون أن تكون الجرائد ''فعل جينات''؛ وقال ''مفيش جرنال أُصدر بفعل إلتقاء الطبيعة، او أُصدر غلطة''، مؤكداً على ضرورة اتخاذ الجريدة موقف ما تجاه أي شيء حتى ولو كان تجاه ''الفن التشكيلى'' كأن تكون مع أو ضد لوحات فاروق حسنى مثلاً''.

كما تحدث عن أوهام الحيادية التى يتكلم عنها البعض، وشبهها بغياب الرؤية العامة والخاصة، داعياً الصحفيين ان يكونوا ألأصحاب موقف محدد.

ثم عاد فتحدث عن ثانى اهم ضلع وهو ''الصياغة'' فوضح انه أياً كان موقفك لابد أن يكون لك طريقة فى صياغته سواء بالفصحى أو العامية او حتى المزج بينهم، بالطبع إلى جانب الإخراج الصحفى فى قالب جذاب جماهيرياً، فالصحفى حر تماماً فى اختيار صياغته لكلماته تماماً كما هو حر فى موقفه الذى لا يجب ان يكون متردد فيه.

اما الضلع الثالث فكان ''النجاح فى التوزيع'' فأوضح أن الصحافة هى فعل تفاعلي من اللحظة الأولى، وليس ذاتياً كما الآدب، قائلاً، ''انت تكتب كي تنشر، ولا يكتمل المقال كيميائياً الإ بعد النشر''، لذا فالتوزيع دليل نجاح وتواصل.

واخيراً كان ''التأثير''، فيري عيسى أن التوزيع بلا تأثير لا قيمة له، ويصبح عملية تجارية بحتة تماماً ''كورق التواليت'' على حد وصفه، مضيفاً ان هناك جرائد أقل توزيعاً وأكثر تأثيراً، وتلك تكون فى الخارج وحتى وان لم تؤثر على رجل الشارع لكن يكون لها تأثير على صانعى القرار.

ويقول ان تلك الاضلع الأربعة توافرت فى جريدة ''الدستور'' فبعض الجرائد لها موقف محترم لكن لا صياغة لها، ومنها المضطرب فى موقفه، أو لها توزيع لكن بلا تأثير، أو العكس.

وتطرق عيسى للجزئية التى يتحدث عنها كثير من الصحفيين الآن خاصة بعد ازمة الدستور وهى ''صناع أم ملاك الصحيفة'' حيث أعطى خلفية تاريخية سريعة لتاريخ الصحافة فى مصر بدءاً من مطبعة نابليون وصدور أول جريدة، مروراً بجرائد ما قبل الثورة فقال، ''الصحافة مهنة عريقة، ونحن أول من اخترع صحيفة الحائط منذ عهد الفراعنة، ولكننا لسنا اقدم من مهنة النحات''.

ولكن واثناء تلك الرحلة الصحفية الطويلة حسب كلام عيسى، ''ما فى رجل اعمال فيكى يا مصر امتلك جريدة، رغم وجود اسماء كالطبل ومنهم ابورجيلة والعبود.. الخ، لكن وقتها كان الصحفيين فقط هم من يصدرون الجرائد، فلا يوجد جهاز يحاسب صناع الجريدة على ما قاموا به''.

ويضيف، ''وقتها كان هناك نقابتين للصحفين، أحدهما لمحرري الصحف والثانية للملاك، كما الحال في لبنان، خاصة وانه لا يصح أن تمثل نقابة واحدة المالك والمملوك في نفس الوقت، وتلك هى إحدى المشاكل الكارثية التى نمر بها الآن''.

ثم قال عيسى عن صحف تلك الايام الخاصة انها ملك لرجال الاعمال عدا ثلاث، ''الفجر، الأسبوع، الكرامة''، ويصحح معلومة مغلوطة عن جريدة الشروق قائلاً، ''هنالك معلومة خاطئة منتشرة بين الكثيرين حول كون جريدة الشروق ملك (إبراهيم المعلم) صاحب دار الشروق للنشر لكنها تابعة لهيرمس والقلعة للاوراق المالية''.

اما عن كون رجل الاعمال لا يصلح لترأس صحيفة فيقول، ''لان مصالحه فى السوق وهو مرتبط بالحكومة، ثم ضرب مثالاً على قدرة الحكومة فى ضرب أى شخص قائلاً، ''طلعت مصطفى مثلاً حصل على 15 عاماً فى السجن كعقوبة جريمة قتل، بينما حصل حسام ابو الفتوح على 7 أعوام بسبب تهريبه خمور غير مرخصه بينما كان كل هذا لضرب bmw وبقية اعماله، فالدولة تستطيع هد قصور رجال الاعمال الرملية''!!

ثم يتحدث عيسى عن هدفه قائلاً، ''انا بدافع عن حق الناس فى ركوب الاتوبيس، ولكن المجتمعات فى نفس الوقت عليها دفع ثمن اختياراتها، فلو حدث واختارت خطأ عليها تحمل الثمن للمدة الرئاسية حتى تنتهى''.

وأوضح أن المشكلة ان الشعب المصرى لدية ''انيميا غضب'' ونقص حديد شديد خاصة فى مرحلة الطفولة والمراهقة وهو شىء مؤسف بحق، اما الانتخابات فهى شىء فلكلورى كمولد سيدى الانتخابات''.

واجاب عيسى عن سؤال حول سبب إقالته من رئاسة تحرير الدستور أجاب ضاحكاً ''لما اعرفه حقوله''، ثم افترض شخص فى نقاش مع عيسي إمكانية وجود لعبة ما لإبعاده عن الكتابة وقت الانتخابات ثم إعادته بعدها مباشرة لاى مكان يريد فأجابة عيسي مبتسماً ''سأعود فى للأهرام''.

اثناء الوقت المخصص للنقاش تحدث رجلاً كبيراً فى السن بشكل مؤثر للغاية عن كونه وفدي وحتى النخاع ولكنه اعتصم مع صحفيي الدستور لمدة يومان فى النقابة حتى ان هناك من شك فيه وراح يسأل الصحفيين عنه، ووصف الوفد الآن ''بالوغد'' وكررها عدة مرات، مؤكداً على كونه وفدى ولكنه انتمى للوفد وقت ان كان الوفد صوت الأمة.